لعل الكثير منكم بدر إلى ذهنه مقولة نحن السبب كالعادة ؟
ولكن أقول لكم أن المسألة أكبر من ذلك، فيهود تجرؤا علينا لأكثر من سبب فمنها دعم أمريكا _فرعون هذا الزمان_ المطلق ليهود ومعها أوروبا وروسيا وبريطانيا، ومنها صمت حكام العرب والمسلمين المطبق بل وتبرير أعمال يهود أحيانا بالحرب على الإرهاب، وأهم من الحكام هو تخاذل وجبن جيوش المسلمين الرابضة في ثكناتها عن التحرك لإسقاط عروش الحكام الظالمين وإعلان الجهاد على دولة يهود، ومن الأسباب أيضا هرولة الحكام والمنافقين للسلم مع يهود، فيهود يقتلون منا المئات ويأسرون الآلاف ويغتصبون أرضنا وفي النهاية هناك من يمد لهم يد السلام ويقبل بالفتات، فلما يتورع يهود عن القتل ما داموا في النهاية وبعد أن يقتلوا سيجدون من يقبلهم ويرحب بهم ويدعو إلى التطبيع معهم وعلى كافة الأصعدة كما جاء على لسانهم.
وأخير نحن أيضا سبب من الأسباب بسكوتنا عن الحكام وقعودنا عن العمل لتغييرهم ورضانا بالأمر الواقع وجرينا وراء لقمة العيش وكأنها غير مقدرة لنا، فقد قبلنا بذل الحكام وخضوعهم وسمعنا لهم وأطعناهم بدل أن ننكر عليهم ونأطرهم على الحق أطرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِيءَ وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ).
فلا يظن أحدكم أن يهود سيتورعون عن فعل المزيد، ما دامت هذه الأسباب قائمة، ومفتاح حلها إنما يبدأ من عندكم حينما تقومون بواجبكم تجاه دينكم وأمتكم بجعل عودة الإسلام ودولته قضيتكم المصيرية.
وأما الشهداء فلا يضيرهم شيء فهم بإذن الله في جنات النعيم وأنعم به من مقام، وصبر أهلهم بإذن الله سيكون في ميزان حسناتهم ويعوضهم الله خيرا، ويخلف عليهم من بركاته.
ولكن تفكروا في حالنا نحن من بعدهم، أمام الله وأمام أنفسنا، وإلى متى ؟؟